نشأة تكنولوجيا التعليم ومراحل تطورها .
نعيش اليوم ثورة تكنولوجيه متسارعه لها دور فعال في زيادة المعلومات ,والمهارات فزاد الاهتمام بتكنولوجيا التعليم لما تلعبه من دور هام في تطوير العملية التعليمية. فلقد نشأت تكنولوجيا التعليم مع بداية عصر الإنسان البدائي الذي امتلك أدوات , وتقنيات خاصة به لتحقيق أهدافه ,واستخدام الأدوات التي تزيده قوة, وإنتاجيه, ثم ظهرت الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر ثم أتت ثوره العلم والتكنولوجيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن .(Robert,2010)
لكنها ظهرت كمصطلح في عالم التربية والتعليم عام 1920 على يد العالم جيمس فن, فلقد مرت تكنولوجيا التعليم بمراحل ومسميات مختلفة تطورت من مرحله إلى أخرى إلى أن عرفت على أنها عبارة عن عمليه متكاملة معقده تشمل الأفكار ,والأفراد , والأدوات ,والإجراءات ,والتنظيمات بهدف تحليل المشكلات المتعلقة بمجال التعليم فهي تؤكد على أهميه الأجهزة كمعينات تدريس واستخدام الأجهزة في عمليتي التعليم ,والتعلم ,وعلى البرامج ,والمواد التعليمية التي حولت من الشكل المعروف في الكتاب المقرر إلى الشكل المبرمج , وربط التكنولوجيا بأسلوب النظم, وهي أيضا طريقه تفكير ,ومنهج في العمل ,وأسلوب في حل المشكلات كذلك تتسع لتشمل نقل المعرفة ,وعوامل تتعلق بالتخطيط والتطبيق والتقويم لمواقف تعليمية لتحقيق الأهداف التعليمية.( Maddux, 2003& Johnson)
مراحل تطور تكنولوجيا التعليم منها حركه التعليم البصري فيتم استخدام المواد البصرية في التعليم مثل المجسمات, و الصور, و النماذج, والرسوم باعتبار أن الوسائل البصرية أكثر فعاليه في التدريس أي تستخدم في توضيح الأشياء الغامضة, ويمكن الاستغناء عنها بالشئ الواضح تقدم للمتعلم خبره مرئية,ومحسوسة((Benachaib& Guemide,2012 وكذلك حركه التعليم السمعي والبصري , فبعد اكتشاف تسجيل الأصوات ,والأفلام المتحركة الناطقة تطورت حركه التعليم البصري , أي استخدام الأدوات لنقل الأفكار والخبرات عن طريق حاستي السمع والبصر , وأيضا حركه الاتصالات , وهي عمليه انتقال المعرفة ,والتفاعل بين المرسل ,والمستقبل أي أضيف مفهوم العمليات بالاهتمام بطرق التعلم أكثر من الاهتمام بالأجهزة فبدأ التركيز على طريقه توصيل المعلومات من المرسل سواء كان معلم ,أو جهاز ,اوماده إلى المتعلم ,ومن هنا برز تصميم التعليم الذي هيئ لظهور مصطلح تكنولوجيا التعليم , وأيضاً مفهوم النظم , فالنظام عبارة عن مجموعه من المكونات تعمل معا لتحقيق هدف مشترك , وينظر هذا المفهوم لتكنولوجيا التعليم على انه نظام تعليمي متكامل ,وان المواد التعليمية هي مكونات لهذا النظام وليست معينات مستقلة , وكذلك تركيب الاتصالات مع المفاهيم المبكرة للأنظمة فهي تشمل هذه العملية الإنتاج ,واختيار الأنظمة ,وهنا أصبح التركيز كامل على عملية الاتصال أي تنميه امكاتيات المتعلم, ومرحله الانتقال إلى منحنى النظم وتطوير التعليم : في هذه المرحلة استفادت من نظريات التعلم ,والاتصال من العلوم السلوكية , فلقد ركزت على سلوك المتعلم والظروف التي يحدث بها التعلم فتحولت النظرة لتكنولوجيا التعليم من مثير إلى سلوك معزز , ومرحله الانتقال لتكنولوجيا التعليم فمصطلح تكنولوجيا التعليم هو آخر المراحل التطورية السابقة فلقد عرفت جمعيه الاتصالات والتكنولوجيا التربوية الأمريكية تكنولوجيا التعليم بأنها النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وإدارتها وتقويمها من أجل التعلم , فتكنولوجيا التعليم تتضمن في استخداماتها الحديثة رؤوس الأموال والأفكار والآلات والأفراد في العملية التعليمية ,فالتكنولوجيا وسيله للتطور العلمي ,وتساعد المعلم على التركيز على المتعلم لأنه محور العملية التعليمية ,وتسعى إلى تنميته من الجوانب الفيسولوجيه, والمعرفية ,واللغوية ,والإنفعاليه ,ولقد أتاحت تكنولوجيا التعليم فرصه التعلم الذاتي ,وحسنت نوعيه التعليم ,وحققت الأهداف التعليمية بوقت ,وإمكانيات أقل . Chansirisira, Nuangchalerm ,Sakkumduang& Uhwha,2014))
التعلم الالكتروني
أحدث التطور التكنولوجي تغير على الحياة الاجتماعية, والاقتصادية, والثقافية ,والتعليمية , فكثير من المؤسسات التعليمية تستخدم التكنولوجيا كوسيلة اتصال فعالة في العملية التعليمية , فهي تساعد المتعلم على التعلم في المكان والزمان الذي يلائمه , فعند استخدام التكنولوجيا الحديثة ,والإنترنت في تحسين نوعية التعليم نشير إلى التعلم الإلكتروني الذي يحسن الأداء الفردي والتنظيمي فهو يهدف إلى استخدام التكنولوجيا لإنشاء بيئة تعلم غنية تتضمن مجموعه كبيرة ومتنوعة من المعلومات , فهو أحدث نقلة نوعيه في التعليم , فليس المطلوب تعلم المهارات التقنية فقط بل يجب أن يكون لدى المستخدمين رغبة في استخدام التكنولوجيا , وأن يواكب النظام التعليمي هذا النمط من التعليم Bell& Federman,2013))(, لمصطلح التعلم الإلكتروني العديد من التعريفات ,لأن كل باحث ينظر له من زاوية مختلفة عن الآخر , فالتعلم الإلكتروني هو "التعلم الذي يشمل مجموعه واسعة من التطبيقات والعمليات مثل استخدام الويب والكمبيوتر والصفوف الإفتراضيه والتعاون الرقمي وكما يمكن نقل المحتوى من خلال الإنترنت وأشرطة تسجيل الصوت والصورة والبث عن طريق الأقمار الصناعية والتلفزيون التفاعلي والأقراص المضغوطة yilmaz,2012)) , وأراد مجموعه من الباحثين أن يحددوا تعريف شامل للتعلم الإلكتروني واتفقوا على أن التعلم الإلكتروني لايستخدم فقط للتعلم التعاوني بل كذلك للتعلم الذاتي ,وأنه وسيله لتحقيق أهداف التعلم , فهو نهج للتعلم ويمثل جزء أو كل من النموذج التعليمي المطبق ويعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية والأجهزة كأدوات لتحسين فرص الحصول على التدريب والتفاعل, فالتعلم الإلكتروني يدعم مبدأ التعلم التعاوني , والتعلم الذاتي ,والتعلم المستمر ,فأصبح الهدف من عملية التعلم بناء العقل وتنمية المهارات العقلية والتفكير العلمي , وليس التلقين من قبل المعلم وتخزين من قبل الطالب ,ولابد من أن يكون المعلم ملم بالمهارات التقنية لإدارة بيئة التعلم الإلكتروني, لان دوره هنا أصبح أكثر أهمية من التعليم التقليدي فالمعلم يقوم بدور المرشد والموجه , فلابد أن يراعي احتياجات المتعلمين المتنوعة , وكذلك التعلم الإلكتروني يتيح التعلم لكافه فئات المجتمع في أي وقت وأي مكان , فيجعل المتعلم معتمد على نفسه , ويكون أكثر فاعلية , وأكثر حرية فالتعامل مع المعلم أو المتعلمين الآخرين , فلابد أن يكون نظام التعلم الإلكتروني فعال لجميع المشتركين في العملية التعليمية , لابد من تصميمية بشكل يسهل الوصول إليه من قبل المتعلم , ويكون متمركز حوله, وينجح في تحقيق أهداف المقرر, ويمتاز التعلم الإلكتروني بخصائص عديدة تميزه عن التعليم التقليدي منها المرونة مرونة في الوقت ومرونة في المكان ,وفي تلقي العلم بالصورة التي تناسب قدرات المتعلم , وكذلك توفر بيئة تعلم تفاعلية , يكون هناك تفاعل نشط مع المحتوى , وتفاعل مع المعلم والأقران , وتفاعل متزامن, وتفاعل غير متزامن , والتكيف يسمح بتنويع الأساليب المقدمة لكل متعلم على حده , ويتيح للمتعلم بأن يدلي برأيه من غير حرج وهنا يتوفر شئ من العدالة , وتمكنه من تبادل وترابط بين وجهات النظر بين المتشاركين , ويقدم كل ما هو حديث للمتعلم , وأن المتعلم هو محور العملية التعليمية , وسهوله التقويم (Cabrera Sangrà& Vlachopoulos, 2012)
من مكونات التعلم الإلكتروني المحتوى العلمي للمادة , والمتعلم , والمعلم ,والبيئة التعليمية ,ووسائل الاتصال والتطوير والمتابعة ,والتقييم .(( Yilmaz,2012
فبيئة التعلم الإلكتروني تحتاج لبعض المقومات , فلابد من توفير البنية التحتية من شبكات وأجهزة وبرمجيات ,وتدريب المتعلمين والمعلمين على استخدام التكنولوجيا بمهارة , ووجود المحتوى العلمي المناسب شامل على ارتباطات تشعيبيه ووسائط متنوعة كالمحاكاة والعروض المباشرة. (Reilly,Berg & Lepak,2014)
نظريات التعلم التي تستند عليها التعلم الإلكتروني
تسعى المجتمعات دائماً لتطوير العملية التعليمية , فالتعلم الإلكتروني يسمح للمتعلمين بالتفاعل مع بعضهم البعض في بيئات تعلم مناسبة , فعندما ينفذ كمنهج لابد أن يقوم على أساسات قويه , فنجاح أي نظام للتعليم الإلكتروني في المؤسسات التعليمية لايقتصر على الإعداد المكاني لبيئة التعلم بل يشمل الإعداد العلمي والفني لبيئة التعلم , ويراعي فيها الأسس التربوية للفئة المستهدفة , وسنتطرق في هذا التقرير لنظريات التعلم التي يستند عليها التعلم الإلكتروني , فنظريات التعلم عبارة عن محاولات لتوليد المعرفه التي يتعلم من خلالها الإنسان (Hussain , 2012)
النظرية السلوكية فهي تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم , والتعلم يحدث بملاحظه التغيرات في سلوك المتعلم عن طريقة الاستجابة للمؤثرات من خلال المحفزات الموجودة في بيئة التعلم , أي أنها تركز على فكره المثير والاستجابة , فالتطبيقات التربوية تستوجب تحديد الأهداف , والمخرجات التعليمية كذلك , فالمعلم هنا يقوم بتوفير مصادر المعلومات للمتعلمين , وتحديد الأنشطة التعليمية لهم ., وتركز على التكرار والحفظ , وتهمل العمليات العقلية (jaleel ,2010)
النظرية المعرفية هي تركز على العقل البشري , ويستخدم الإنسان العمليات العقلية في ربط المعلومات الجديدة وتنظيمها , وفهم العمليات التي تحدث داخل عقل الانسان المقصوده بالمدخلات , وتمر بعملية معالجة , وتنتهي بردة فعل تمثل المخرجات .أن عملية التعلم تركز على التذكر , والتأمل , والتحفيز , كذلك تؤثر ثقافته في عملية تعلمه ,وتركز على استخدام التغذية الراجعة . Hussain , 2012))
النظرية البنائية أن كل فرد يبني معرفته بنفسة , وأن المتعلم هو محور العملية التعليمية , ويفهم العالم من خلال خبرته الخاصه , فالتعلم عملية نشطه , ومستمرة ,وغير محددة, فالنمو العقلي يتأثر بالتفاعل الاجتماعي , فيستخدم التقنية كأدوات بناء التعلم Hill & Kop, 2008) )
النظرية الإتصالية يعرفها سيمنز بأنها نظرية تسعى إلى أن توضح كيفية حدوث التعلم في البيئات الإلكترونية المركبة وكيفية تأثره عبر الديناميكيات الاجتماعية الجديده وكيفية تدعيمه بواسطة التكنولوجيا الجديده ,فالتعلم يحدث داخل بيئات غامضه , ويمكن أن يتواجد خارج أنفسنا , يتم توزيع المعرفه عبر شبكات الإتصال , فبيئة التعلم عبارة عن عقدة تكون جزء من الشبكة تتألف من اثنين أو أكثر من العقد المترابطة , وتتفاوت في الحجم والقوة تبعاً لتركيز المعلومات , وعدد الأفراد , فالمعلومات على الشبكه في حالة تغير دائم , فعند مشاركه مجموعه من الأفراد في تبادل الأفكار حول موضوع مشترك للتعلم, فهم يشاركون في خلق المعرف في مواقع ووسائل الاتصال الاجتماعية , فالتعلم يكمن في تنوع الآراء , وأنه موجود في المواد والتقنيات أي المواد الغير بشرية , وكذلك اتخاذ القرار في حد ذاته يكون تعلم , وأن يكون قادر على التفريق بين المعلومات المهمه والمعلومات غير المهمة , التعليم هو تقديم نموذج وتظاهر, أما التعلم فهو الممارسة , والتفكير ((Siemens, 2005
بيئات التعلم الرقمية الحديثة .
بيئات التعلم الإلكتروني هي بيئات بديلة عن بيئة التعلم التقليدية , فهي بيئة جاذبة مرنة متنوعة تسمح للمتعلم بالتفاعل مع مصادر التعلم سواء كانت بشرية أوغير بشرية من خلال بيئات واقعية أوافتراضية ,وكذلك يكون التفاعل بشكل متزامن أو غير متزامن ,فالتعلم في بيئات التعلم يحتاج لمهارات لإدارة العناصر الموجودة في البيئة لتحقيق أهداف التعلم , فمن خلالها يتمكن المتعلم من الإطلاع على المقررات الدراسية , والاختبارات , والتقارير , ودرجات التحصيل ,وإدارة النقاشات مع الزملاء , فيكون دوره باحث عن المعلومة , ومحلل لها , ودور المعلم مرشد , وموجه , وتستخدم بيئات التعلم لتحويل المحتوى لأنشطة تفاعلية , فهي توفر الوقت , والجهد , والمال , لكن في احدى الدراسات وجدوا أن التعاون في هذه البيئات أكثر صعوبة بسبب الانفصال الجسدي وانخفاض الإحساس بالمجتمع (erlin,Yusof, Abdul Rahman,2008)
بيئات التعلم الالكترونية عبارة عن استخدام خدمات الانترنت التفاعلية التي تسمح للطلاب ,والمعلمين , وأولياء الأمور للوصول إلى الدورات الدراسية , والمعلومات والأدوات والمواد اللازمة لدعم , وتعزيز التعليم , والتعلم والإدارة , فبيئات التعلم الإلكترونية لها عدت أنواع منها أنظمه ادارة المحتوى فهي تدير نشاطات التعلم والتعليم , ومن خلالها تنشر المقالات ,والمقررات والتدريبات , وخصصت استخدامها عن طريق استخدام كلمات مرور , ومن أشهر أنظمتها (دروبال ) . أيضاً من بيئات التعلم نظم مخصصه لإدارة المقررات التعليمية فهي تستخدم في عرض المقررات التعليمية , وادارتها , وظهرت أنظمة اخرى لإدارة التعلم والتفاعل مع الطلبة عرفت بنظم ادارة التعلم , ولكنها اندمجت مع بعضها البعض لتظهر نظم ادارة محتوى التعلم مثل :Moodle , Atutor) ), فهذه أنظمة مفتوحة المصدر مجانية يحق للكل تنزيلها , وتوجد أيضاً أنظمة مغلقة تمتلكها شركات تجارية ولاتستخدم إلابترخيص منها مثل:blackboard) webcourse tools) , فمن خلال هذه البرمجيات يستطيع المتعلم التواصل مع المتعلمين الآخرين ومع المعلم خارج قاعات المحاضرات . تتضمن أنظمة ادارة محتوى التعلم برمجيات لادارة الفصل الإلكتروني , وبرمجيات تصميم المحتوى التعليمي ,فهي تدعم محتويات الوسائط المتعددة بصورة متكاملة . Piotrowski,2009))
شبكات التعلم الاجتماعية تندرج ضمن بيئات التعلم الإلكتروني, فهي ظهرت مع ظهور أدوات الجيل الثاني من الويب , لذلك تعتمد على الشبكات الاجتماعية في نشر , وإدارة مصادر التعلم, ومن أشهرها( edmodo ). تختلف هذه الشبكات عن الشبكات الاجتماعية العامه لأنها متخصصه بالتعلم . (Casey,2011&( Evans,
أيضاً من بيئات التعلم الإلكتروني بيئات التعلم الشخصية فهي استخدام حر لمجموعة من التقنيات ,والبرمجيات الاجتماعية من قبل المتعلم الذي يدير عملية تعلمه . نجد أن بيئات التعلم الشخصية تحث المتعلم على تبادل , ومشاركة المحتوى عكس ما يفعله في أنظمة ادارة التعلم , فهي ركزت على نشر المحتوى أكثر من ادارة التفاعل بين المعلم والمتعلمين (sheikh,& khja,2012) .
كذلك بيئة التعلم الافتراضية ثلاثية الأبعاد فهي تشعر المتعلم بأنه أكثر مشاركة في بيئة متعددة الحواس , ومتعددة الأبعاد , تقدم صورة مجسمة للأشكال , والمناظر ممزوجة بالصوت , والحركة , وتكون جو تعليمي تفاعلي يجذب انتباه المتعلم وتدمج أنظمة ادارة التعلم مع تقنية عالم الحياة الثانية التي تستخدم في الألعاب الالكترونية ومن أمثلتها sloodle) ) . (Jee,2014)
المناهج الرقميه والمناهج التقليدية وأبرز الفروقات بينهما .
عندما دخلت التكنولوجيا في مجال التعليم أحدثت تغييرات في المناهج التقليدية المعتادة, وطريقة تدريسها, فساهمت باستبدالها بمناهج رقمية تواكب هذه التطورات. تشمل التغيرات الجانب التعليمي في دور المعلم, والمتعلم, والمحتوى العلمي, وأتت بمتطلبات أخرى تكنولوجيه مثل توافر حواسب شخصية, ومواقع على الانترنت, وتحويل المحتوى العلمي إلى محتوى رقمي, فأصبحت عملية التعلم تفاعلية تتيح للمتعلم حرية أكبر في المشاركة في الحوارات والنقاشات في بيئة التعلم, ويمكنه الاتصال, والتواصل من خلال التطبيقات الالكترونية, فالمناهج الرقمية عبارة عن مجموعه من المكونات الرقمية المتعلقة بالتدريس, والتعلم التي تقوم بخلق بيئة غنية للتعلم, ويكون المتعلم قادر على التعلم الذاتي, ويمارس التفكير النقدي, ويتمتع بمهارة حل المشكلات (evan, 2009), فالمنهج بشكل عام يحتوي على أهداف, ومحتوى, وطرائق تدريسية, وأساليب تقويم, فالمناهج الرقمية تقوم على استراتيجيات, وأهداف, وخطط, وبرامج تشابه المناهج التقليدية لكن تختلف في محتواها, فهي محملة بمعلومات, وخبرات تربوية يصل إليها المتعلم من خلال شبكة الانترنت, فالمناهج الرقمية تمتاز عن المناهج التقليدية في تحويل صياغة المحتوى العلمي إلى محتوى رقمي, فتكون المناهج أما مسموعة, أو مقروءة, أو مرئية, وطريقة عرضه سواء بمناقشات أوعرض وسائط متعددة , ويمتاز بالمرونة في تحديد الزمان, والمكان الذي تتم فيه عملية التعلم, وكذلك تهيئه المتعلمين في التعرف على المهارات التقنية والتكنولوجية, وتتيح له المجال بأن يكون مسؤول عن تعلمه, فلا يكون اتصال المتعلم محصور فقط بين الكتاب, والمعلم بل بالشبكة المعلوماتية( Andreja, 2010)
عندما نقارن بين المناهج الرقمية , والمناهج التقليدية من حيث المناقشات, والتفاعل مع المحتوى نرى بأنها أكثر مرونة, وتفاعل لصالح المناهج الرقمية, وكذلك يأخذ المعلم دور الموجه , والمتعلم فيها يتعلم مهارات تربويه جديدة بأن يكون منضبط ذاتياً, و تمتاز المناهج الرقمية بتوفير بيئة جاذبة, ومحفزة, وغنية بالمصادر, فالمتعلم يشارك, ويتفاعل مع المحتوى العلمي في المناهج الرقمية عكس المناهج التقليدية الذي يلعب دور المتلقي للمعلومة من قبل المعلم, فهذه المناهج تنمي لديه الثقة في تبادل الأفكار, والآراء, وتعزز التعاون بين المتعلمين, والقدرة على قيادة الآخرين, فالمتعلم نشط فهو الذي يخطط لتعلمه, ويختار, وينفذ استراتيجيات التعلم, ويشارك في تحديد المحتوى, عكس دوره في المناهج التقليدية الذي تكون فيه دافعيته منخفضة, ومحدود بزمان ومكان معين (ekrem&recep, 2014) .
للمتعلم الحرية في العمل مع الفئة التي يريدها, وأن المناقشات التي تدار بواسطة شبكات التواصل تكون ثرية بالمعلومات, ويميل المتعلمين ببذل المزيد من الجهد في الرد على أسئلة المتعلمين الأخرى, فيكون التفاعل أعلى من الطريقة التقليدية ((david&chung, 2009 .
عملية التعلم في المناهج الرقمية تكون قائمه على أهداف قابلة للقياس, والملاحظة, وكذلك ينقل المتعلم من بيئات تعلم مغلقه إلى بيئات تعلم مفتوحة, تشجع المتعلمين على التجربة, واستكشاف المواضيع استناداً للدوافع الخاصة بهم (( philemon&Kelsey, 2014.
التصميم التعليمي وأبرز نماذجه.
التعليم الفعال هو التعليم الذي يمكن الطلاب من اكتساب المهارات المحددة أثناء التدريس, فهنا يبرز دور التصميم التعليمي, فهو يحاول أن يربط بين النظرية والتطبيق للتدريس, فالجانب النظري يتعلق بنظريات التعلم السلوكية, والمعرفية, والبنائية, والجانب التطبيقي يتخصص بتحديد الوسائل والتقنيات المختلفة. أثناء عملية التصميم هناك مبادئ هامة تلعب دور رئيسي في عملية التصميم, وهي عملية التخطيط لتحديد الأهداف العامة بوضوح, وخطة الأنشطة التعليمية التي تهدف إلى مساعدة الطلاب على تحقيق الأهداف, وتطوير أدوات التقييم, وقياس مدى تحقق الأهداف, ومراجعة التعليمات في ضوء أداء الطالب في كل المواقف نحو الأنشطة التعليمية, والهدف الرئيسي من تصميم التعليمي هو إظهار تخطيط, وتطوير, وتقييم, وإدارة العملية التعليمية (Isman, 2011).
تصميم التعليم يعتبر علم لأنه يستند على نظريات التعلم, وكذلك يعتبر فن لأنه يرتبط بالإبداع, ويظهر موهبة المصمم وقدراته. ويعرف التصميم التعليمي بأنه طريقة منهجية لتحليل, وتصميم, وتطوير, وتقييم, وإدارة العملية التعليمية بكفاءة على المعرفة, والخبرة من نظريات التعلم (Abanmy, Alsaadany, Hussein&Isman, 2012).
نماذج التصميم التعليمي عبارة عن تصور عقلي مجرد لوصف العمليات الخاصة, وهناك العديد من النماذج التي تساعد على الإعداد الجيد للدرس, وفق اجراءات, ومعايير, وأسس تربوية.
تعتمد غالبية نماذج التصميم التعليمي في إنشائها على نموذج Iddie Model, فهو يستند على خمس مراحل رئيسية, وهي التحليل, وهي اللبنة الأساسية لجميع المراحل الأخرى, فيتم من خلالها تحديد الهدف العام من الدرس, وتحديد المحتوى العلمي, وتحليل خصائص المتعلمين, ودراسة الإمكانيات المادية والبشرية لمعرفة الصعوبات, وننظر في مكان وزمان تطبيق المنتج التعليمي, والمرحلة الثانية من النموذج هي التصميم, وهي خطوات واضحة للتنفيذ, فتتم صياغة الأهداف التعليمية, وتصميم الأنشطة, وتحديد الاستراتيجيات التعليمية لإيصال المحتوى, والمرحلة الثالثة التطوير, فيتم تأليف مكونات الموقف التعليمي, وتطوير التدريس, والمرحلة الخامسة من نموذج التصميم هي التطبيق, فيتم تطبيق الوسيلة التعليمية , ويتم تحقيق الأهداف المحددة مسبقاً, وتقديم التغذية الراجعة, وآخر مرحلة هي التقويم أي قياس مدى كفاءة التدريس, وفعاليته, فيكون هناك تقويم مستمر, ويسمى تقويم تكويني, وهناك تقويم آخر, وهو التقويم الختامي بعد الاستخدام الفعلي للبرنامج (Molenda, 2003).
هناك الكثير من النماذج, وسنتطرق في هذا التقرير لأبرز النماذج, ومنها نموذج Assure Model ويمر بمراحل عديدة منها تحليل المتعلمين التعرف على الفئة العمرية, والجنس, والوضع الاقتصادي, ومعلومات عن نمط حياتهم, وعن مستوى المهارات الموجودة لديهم, وبعدها تأتي مرحلة وضع الأهداف التعليمية, واستخدام استراتيجيات تدريس مناسبة, وبعدها مرحلة استخدام التكنولوجيا المتاحة من صور وفيديو من خلال الأنشطة التفاعلية, وآخر المراحل استخدام أدوات التقويم لإدخال مزيد من التحسينات (Faryadia, 2007) .
نموذج Dick and cary model , وهو نموذج دائري بدلاً من أن يكون خطي, فهو يركز على العلاقة المتبادلة بين المحتوى, والتعلم, والتدريس, ويتضمن مراحل متعددة سنتطرق لها بالتتابع أولها مرحلة تحديد الأهداف التعليمية, وإجراء التحليل التعليمي, وتحديد إدخال السلوكيات, وخصائص المتعلم, وكتابة أهداف الأداء, وتطوير أدوات التقييم, ووضع إستراتيجية تعليمية, والتطوير, واختيار المواد التعليمية, وتصميمها, واجراءالتقييم التكويني للتدريسAkbulutl,) 2007).
سنتطرق لنموذج تصميم تعليمي جديد هو Isman Model يرتكز على التعلم النشط. أثناء التدريس، وأنشطة التعلم، والمتعلم نشط, ويستخدم التعلم المعرفي لبناء المعارف الجديدة. يتم وصف النموذج الجديد بخمس خطوات عملية تخطيط منهجي, وهي المدخلات, والمخرجات, والعمليات, والإخراج, والتغذية الراجعة, والتعلم, ويمكن استخدام مجموعة متنوعة من النهج التعليمية، بدءاً من محاضرات المعلم إلى التدريب العملي على الأنشطة التي تتمحور حول الطالب. (Isman, 2011)
في بيئة التعلم الإلكتروني أفضل استخدام نموذج Iddie Model لأنه يصلح لتصميم أي نوع من التعلم ويتميز بالبساطة.
التعلم النقال وتوظيفه بالعملية التعليمية.
مع التطور السريع للتكنولوجيا, وأوجه التقدم في تكنولوجيا التعلم الإلكتروني بدأ التعلم النقال يحتل جزء كبير من حياتنا, فالتطور السريع في أجهزة الكمبيوتر, والأجهزة المحمولة, والانترنت أدت لظهور مفهوم التعلم النقال, يمكن تعريف التعلم النقال كالتعلم الإلكتروني أي يمكن أن يتحقق التعلم عن طريق أجهزة الحوسبة المتنقلة, فيساعد في تنمية مهارات القراءة,والكتابة, وسهولة وصول التلاميذ إلى المواد التعليمية في البيئات اللاسلكية أي كبيئة تعلم تعاونية (serin, 2012) .
لايوجد هناك اتفاق عالمي بشأن تعريف التعلم النقال, ويمكن تعريفه بأنه ايصال التعليم للطلاب في أي وقت, وأي مكان من خلال استخدام شبكة الانترنت اللاسلكية, والأجهزة المحمولة بما في ذلك الهواتف النقالة, والمساعدات الرقمية الشخصية, وتحقيق الإدارة الذاتية للتعلم (Hsiao, Huang, Lien&Tang, 2014).
يتيح التعلم النقال للمتعلمين اكتساب محتوى التعلم في أي وقت, وفي أي مكان عبر الأجهزة المحمولة, وكذلك يبرز التعلم التعاوني الذي يسمح بالتعاون بين المتعلمين, ويلبى أيضاً احتياجاتهم الفردية, وتسمح لهم بتبادل المعارف والخبرات من خلال مواقع على شبكة الانترنت, فيكون المتعلم محور العملية التعليمية, ويتسم التعلم بالمرونة, ويخلق جو من المتعة, وتكون بيئات التعلم في التعلم النقال أكثر راحة, وحرية من الفصول الدراسية(Chen, Khan&Wang, 2014)
يعتبر التعلم النقال أنه تعلم منخفض التكاليف بالمقارنة مع النظم التقليدية, ويتم من خلاله تبادل الرسائل بين المتعلمين بسهولة, وكذلك يمتاز بصغر حجم التقنية التي تسهل عملية حمله والتنقل به, فلابد من توفر البنية التحتية للتعلم النقال أي توفير الأجهزة اللاسلكية الحديثة, وشبكات لاسلكية, وتصميم مناهج إلكترونية معتمدة, وتوفر أنشطة للتعليم , والكتب الإلكترونية, والمكتبة الإلكترونية, وتوفير بيئة تفاعلية بين المعلمين والمتعلمين (Korkmaz, 2014 ).
يمكن أن يوظف التعلم النقال في العملية التعليمية, واستخدام تقنياته في بيئة التعلم , فيتم اختيار النمط الذي يناسب الموقف التعليمي, فأما يكون تعلم نقال مختلط أي أنه يجمع بين مزايا التعليم الصفي والتعلم النقال, أو يكون تعلم نقال كامل يستخدمه الطلبة خارج أسوار المدرسة للاستماع, أو التحدث إلى الزملاء والمعلمين, وأداء بعض الأنشطة, ولابد من تحول المواد التعليمية إلى صيغه تناسب هذا التعلم, ويمتاز التعلم النقال بثلاثة مبادئ هي المشاركة, والتواجد, والمرونة, ويكون فيها التفاعل تفاعل معرفي بين الطالب والمحتوى, وتفاعل اجتماعي بين الأقران, وتفاعل دراسي بين الطالب والمعلم (Aubusson, Burden, Kearney&Schuck, 2012).
لكن هناك بعض المثالب التي تشوب استخدام التعلم النقال منها صغر حجم شاشات العرض الخاصة بالأجهزة المحمولة, وكذلك سعة التخزين محدودة في الأجهزة الرقمية الشخصية , عدم الألفة السريعة مع الأجهزة بسبب كثرة موديلاتها واختلافها, وخاصة اختلاف أحجام الشاشات وأشكالها, ضرورة شحنها بشكل دوري , وصعوبة إدخال المعلومات إلى الهواتف خاصة مع صغر حجم لوحات المفاتيح, وقد تواجه ضعف كفاءة الإرسال مع كثرة أعداد المستخدمين .(Hsiao, Huang, Lien&Tang, 2014)
المدمج وأهميته في التعلم الحديث .
التعلم المدمج عبارة عن مزيج من تعليمات وضعين منفصلين للتدريس, والتعلم, وهي نظم التعلم وجهاً لوجه على أرض الواقع, ونظم التعلم عن بعد عبر الانترنت, فهو أيضاً استخدام شبكة الانترنت في مجال التعليم لمزج التعلم وجهاً لوجه مع بيئات تعليمية على الانترنت تؤدي إلى خلق بيئة تعليمية مثالية للمتعلمين والمعلمين, فالتعلم المدمج يتضمن مجموعه متنوعة من النهج قد تكون بسيطة مثل إتاحة الموارد على الانترنت, والمواد للطلاب, أو استخدام تكنولوجيا الانترنت كوسيلة للتفاعل والاتصال خارج تجربة الفصول الدراسية وجهاً لوجه ( Campus&Caner, 2012) .
التعلم المدمج يزود للطلاب بالخبرة والاستفادة من أفضل العناصر التعليمية التي تحتوي على البيئة الصفية وجهاً لوجه, وبيئة التعلم عبر الانترنت, ويرفع جودة العملية التعليمية, وأيضاً يعمل على تحسين مخرجات التعليم (Okeefe, Rienks & Smith, 2014).
من خلال تطور التعليم اعتمدت بعض مؤسسات التعليم التعلم المدمج, وبذلت جهود نحو صياغة نموذج, واستراتيجيات لتنفيذ التعلم المدمج في إعدادات التعليم الرسمي, فالتعلم المدمج له مميزات عديدة فهو يزيد من فاعلية عملية التعلم, وتخفيف التكلفة والوقت اللازم للتعلم,فهو يركز على أهداف التعلم بدلا من وسيلة نقل الخبرة, فهو يعطي سرعه ومرونة في العملية التعليمية, ويزيد من دافعية المتعلمين, وينمي مفهوم العمل الجماعي, والتعلم الذاتي, والتعلم التعاوني, فهو يجمع بين مميزات التعلم التقليدي, والتعلم الالكتروني, فهو أيضاً يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين, ويعزز الجوانب الإنسانية, والعلاقات الاجتماعية, بين المتعلمين من جهه, وبين المعلمين من جهة أخرى, ويحقق نسبة استيعاب أكبر, وأعلى من التعلم التقليدي, ويوفر سهولة التواصل بين الطالب, والمعلم, وبين الطلاب أنفسهم من خلال توفير بيئة تفاعلية مستمرة تعمل على تزويد المتعلمين بالمادة العلمية بصورة واضحة تمكنهم من التعبير عن أفكارهم, والمشاركة الفعالة في المناقشات الصفية, فالتعلم المدمج لابد أن يعمل تحت منظومة متكاملة لكي ينجح, فلابد من توفير مقررات الكترونية لكل مادة, وتوفير نظام لادارة التعليم, وتوفير نظام لادارة المحتويات, وتوفير برامج للتقييم الالكتروني, وتحديد مواقع يمكن الاتصال بها, بالاضافه لمكونات الفصول الاعتيادية ( Karkanis, Makri, Papanikolaou & Tsakiri, 2014).
شهد نموذج التعلم المدمج نمو كبير خلال السنوات الماضية, وهذا يعزي إلى عوامل عديدة منها المرونة التي تتميز بها شبكة الانترنت, وأثره على اكتظاظ الفصول الدراسية, فالانتقال من التعلم التقليدي إلى التعلم المدمج يمكن أن يكون تحدياً لكل من الطلاب والمعلمين, فلابد من اثبات الكفاءة في استخدام الانترنت, فالتعلم المدمج يتطلب أيضاً مهارات لإدارة الوقت, ولابد من تعريف المتعلم بأنه مشارك في عملية التعلم وليس متلقي (Dekhane, Napier & Smith, 2011).
يعد التعلم المدمج إستراتيجية جديدة في العملية التعليمية تعمل على توفير بيئة جذابة للمتعلم في أي وقت, وأي مكان بالإضافة إلى توفير التواصل الاجتماعي فيما بين المتعلمين مما يؤدي إلى إثراء التعليم الحديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق